مقالات واراء

المتاجرون بالدين

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / كواعب أحمد البراهمي
نشأنا في مجتمع واحد , نتجاور في كل مكان , في المنزل والمدرسة , وفي العمل وفي الحقل وفي المصنع , وعندما يعتدي علينا عدو خارجي ندافع جميعا , ولا نعرف هذا دم محمد أم دم جرجس الذي سال علي أرض سيناء والذي يسيل في العمليات الإرهابية التي تستهدف الوطن الواحد وتحدث كل يوم .
يجمعنا إحترام بعضنا البعض وإحترام عاداتنا وتقاليدنا وديننا قبل أي شيء , نساعد بعضنا البعض نذهب للطبيب المتميز والمحامي المتميز والمدرس المتميز دون النظر لديانته .
ولكن أحيانا تحدث أشياء . هي في حقيقتها ليس لها صلة بالدين , ولكن البعض يتاجر بالدين ويستخدمها وكأنه هو حامي حمي الإسلام .
قد يحدث أن تعجب فتاة مسلمة بشاب ولا تعلم ديانته , ولكن عند علمها بأنه غير مسلم الموضوع ينتهي وكأنه لم يكن لأنه شرعا لا يجوز لها أن تتزوجه .أو تعلم ديانته من البداية ولكن الموضوع مستحيل أن يتطور لأنها تعلم أنه محرم عليها مثل حرمة العم والخال .
ولكن عندما يعجب شاب مسلم بفتاة مسيحية , وشرعا له حق أن يتزوجها فأنه يحول الأمر إلي أنه يريد أن يهدي فتاة للإسلام , ويجيش الجيوش من الأهل ومن غير الأهل ويفاخر بأنه يريد أن يساعد فتاة علي أن تدخل الإسلام , وبالطبع لو كانت تلك الفتاة غير جميلة من الصومال مثلا لظل يقنعها أن الدين شئ ودخولها الإسلام شئ والزواج شئ آخر تماما , وبل وأقنعها أنه لكي يصح إسلامها لابد أن تلغي فكرة الزواج منه نهائيا .
ذلك لأننا غير صادقين مع النفس .دائما نسلك الطرق الملتوية والمسارات المعوجة .
وما حدث مؤخرا شئ ليس له علاقة بالزواج لأنه يستحيل أن تتزوج مسلمة من مسيحي , وأن الذي حدث هو إنحراف أخلاقي كان سيحدث مع أي شخص آخر سواء مسلما أو مسيحيا أو ينتمي لأي دين . وأنه حسبما علمت أن العلاقة كانت خارج أي إطار , فهي علاقة بين شاب وفتاة لا يحكمها سوي الإنحراف وسؤ السلوك والقذارة .
هذا الفتي لم يختطف فتاة محترمة ويفعل معها المنكر رغما عنها , بل أنها ذاهبه معه بإرادتها للحرام , فهي أسوأ منه .
ولكن بعض المسلمين في تلك القرية كما يسيسون الدين , ويتاجرون به في السياسة , فأنهم أيضا يستخدمون الدين في حروبهم الغير أخلاقية . وكثيرين من البشر يتصيدون الفرص لحدوث الفتن , وتأليب الناس علي الأوضاع , ويتمنون خلق فوضي تخدم مصالحهم هم .فهم لا يتمنون لهذا البلد الإستقرار .
لماذا لم يحاربوا الفتاة المنحرفة , ما ذنب السيدة أم هذا االشخص المنحرف أيضا , هل ليكون عبرة لغيره فلا يفكر أي شاب غير مسلم من الإقتراب من فتاة مسلمة . وفقط …هل هذا هو ما يريدون حدوثه ؟
و لا يعنيهم أن تلك الفتاة المسلمة أو غيرها من المسلمات أن تنحرف مع غيره , أو تنحرف مع شخص مسلم مثلها , أي أنه لا يعنيهم الدين بالإساس ولا يعنيهم إقامة شرع الله .
ثم كما قرأت علي الفيس لأنني لا أشاهد التلفاز وخصوصا القنوات التي لا تمل من الكذب . تقوم القرية كلها أو أغلبها وتجرد إنسانه من ملابسها وتدور بها في القرية , هل في شرع الله مثل ذلك ؟ حتي لو كان عقابا ؟
هل يؤخذ شخص مسن بذنب شاب طائش ؟ كيف يعاقب شخص بذنب شخص ؟ وما هذا الكفر وإستغلال الدين والتكبير والتهليل , هل الله يقال اسمه العظيم ونحن نفعل المنكر والفحشاء ونجرد الناس من ملابسهم .هل في أي عقوبة أمر الله بتعرية إنسان ؟
ربما بعض ممن يقرأون المقال هذا يقولون أنني لا أغار علي ديني ؟
وأقول لهم أن الله يغار أن تؤتي محارمه , وبالطبع لابد أن يغار المسلم علي دينه . ولكن هذه ليست غيره علي الدين أبدا . إنها غيرة جاهلية وعصبية لا أساس لها , فلماذا الصمت علي الفتيات التي تمارس البغاء ليلا ونهارا ولا أحد يهتم , لماذا لا تذهبون لأمهات الشباب المنحرف معهم وتجردوهن من ملابسهن كما فعلتم مع هذه الأم التي ليس لها ذنب ؟
هذا هتك لستر أم , وهذا تلاعب بالدين , وهذا متاجرة بالدين وإستغلال للدين في إحداث فتن , الوطن في غني عنها , فأي دين هذا الذي يأمر بحرق منازل الناس وقتالهم بلا ذنب وإهانتهم . أي إله يأمر بهذا الظلم ؟ أي دين هذا الذي يأمر بالإعتداء علي الآمنين في منازلهم .
الله سبحانه وتعالي حرم الظلم علي نفسه وحرمه علي العباد أن يظلم بعضهم بعضا , فمالنا نتظالم وندعي أن ظلمنا هو الحق بعينه .
كفانا تلاعب بالدين وإستغلال للدين , أرحموا الدين , وأرحموا الإسلام فأنتم من تدعون نصرته أكثر من يسيء إليه , والله سيحاسب الجميع , من فعل ومن سكت عن قول الحق . وتذكروا واقعة بن عمرو بن العاص مع القبطي , لتعرفوا ما هو الإسلام . عندما تسابق القبطي مع عمرو بن العاص وسبقه , فقام بن عمرو بن العاص وضربه وقال له أتسبقني وأنا ابن الأكرمين , فشكا الرجل لسيدنا عمر بن الخطاب , فأمر سيدنا عمر بإحضار عمرو بن العاص وأبنه والقبطي , وأعطي القبطي السوط وقال له أضرب أبن الأكرمين .. هذا هو عدل عمر الذين دائما تترحمون علي أيامه وعلي عدله , فلا تأخذوا بعضه وتتركوا البعض الآخر .
بقلم / كواعب أحمد البراهمي

Related Articles

Back to top button